نفور ونفير ويوم غضب وجحيم مسّ المسلمين في بعض أنحاء الأرض ولا زال اللّهيب يسري ببطء كانزلاق الزئبق على سطحٍ خشبي!الأقصى يُهوّد .. القدس تُهوّد ..حيّ الشيخ جرّاح والأحياء المجاورة في القدس الشرقية تُصادر من ذويهاً عنوة وتُهوّد ، كنيسُ الخراب شُيّد طواعية بموافقة أبو مازن الذي تعثّر في حمام فندقه ولا أشكّ للحظة أن سِهام السماء قد أصابته يوم أن كانت أبواب الله مُشرعة تُصغي لآهات المظلومين والمنكسرين يوم أن كانت تستقبلُ بجبروت ابتهالات المتضرّعين الذين لاحول لهم ولا قوّة .
المهم أنّه تعثّر وذاق طعم العلقم الذي نسيه مذ أن استولى على عرش السلطة ظلماً ، لست مستعدة لتلطيخ موضوعي و (الحش) على عبّاس الذي أنجبته والدته ونسيته يلهو في مزابل الصهاينة لا أحبّذ اغتيال جمال عباراتي بذكره ولا أرغب بإهداء حسناتي (الشحيحة) لرجل لا يستحقّها .
عن القدس أتحدّث وعلى فلسطين أبكي وكفى ….
عندما يقف قلمي عن معانقة فلسطين فأنا إذن لازلت جامدة في مكاني لم أتخطَّ عتبات أرضي لازلت أترنّحُ شوقاً للثم تُرابها الممزوج بآثار الأنبياء-عليهم السلام-، أهفو لتقبيل حائط البُراق والتسلّل خفية إلى باب المغاربة ، كم أتحرّق شوقاً لزيارة كنسية القيامة والمهد والعبث بقرع أجراسها التي تُصافح مآذن الأقصى في مشهدٍ مهيب ،أحلم ببساط علاء الدين يحملني إلى ربوع القدس ويمنحني لحظة أمانٍ لاتتكرر أُمرّر عيناي وأكحل بصري بحواري القدس العتيقة ..سأتجاوز الحواجز وسآمر البساط لأن يقلّني إلى حيثُ بلاد الأحرار غزّة هاشم .
كلّما زُرتُ القدس في الأحلام رمتني الدنيا إلى بقعة مسلوبة الإرادة ، حتى وإن كانت تلك البقعة مُقدّسة من فوق سبع سماوات لأنّ أسياد البيت هم الذين يحددون كلّ شيء ..أجل كلّ شيء.فلا الدخول إليها بتلك السهولة التي نتصوّرها ولا الخروج منها سهل ..يقول مريد البرغوثي [ بعض الأوطان هكذا الدخول إليه صعب ، الخروج منه صعب البقاء فيه صعب وليس لك وطن سواه] .
حتّى في الأحلام يصعب علينا تشييد وطن نعشقه بكلّيّتنا بروحنا بدمنا بهوائنا ، لذا انصهر الحُلم واستفقنا على شبحٍ يُطاردنا يحاول بجبروته الفضفاض أن يقضيَ على قضِيّتنا وينتزعها من قلوبنا ..حتّى وإن حقّق نوازع الشرّ في داخله هو حتما سيقتلنا وسيمتصّ دماءنا ، ربّما يُسلّط قبضته علينا وعلى أوطاننا المغلوبة على حالها ، بيد أنه يعجز عجزا تامّا عن اقتلاع مواطن الحريّة وعشق تراب الأرض من قلوبنا النقيّة ، يستحيل عليه تقويض صلادة الحديد المدسوسة في جسد كلّ طفل وشابّ فلسطيني ، قطعا هي مدسوسة في نظرهم لأنّهم يُصدّقون المحسوسات وينكرون الكرامات والمعجزات ،هي عادتهم إذن.الاحتلال كالديكتاتورية لا يفسد الحياة السياسية أو الحزبية فقط ! بل حياة الأفراد أيضاً حتى من لا يتعاطى السياسة منهم ، حكم أطلقه البرغوثي كرصاصة على صدر الاحتلال وأوافقه بإيماءة المذهول !
كم هي المسافات التي تفصلنا عن القدس الآن ..!
[ أتعتبا القدس..أعني أتعبَت كلّ البشر لا أعرف مدينة على كوكب الأرض أتعبَت أهل الأرض كالقدس..مدينة ترفض أن تكون مدينة ، أرض ترفض أن تكون أرضاً ، وكيف تكون والمقدس يتكدّس فيها وعليها وحولها !! ]
يا تُرى هل أتعبتهم عشقاً
أم حبّاً
أم هياماً
أم وطناً
أم لأنّها مدينة منكوبة !
القدس أرضٌ مُحتلّة ذَوتْ معالمها، فهل يحقّ أن تبكي لأجلها البواكي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق