السبت، 25 ديسمبر 2010

صحيفة القدس

تاريخ الصحيفة
ظهرت فكرة القدس العربي المشروع الفلسطيني، ايام كانت منظمة التحرير والانتفاضة في عزهما، وفترة اعلان الدولة الفلسطينية عام 1988، حيث قرر اصحاب جريدة القدس المحلي اصدار طبعة دولية واختيار عبد الباري عطوان ليكون رئيس تحرير لها، من هنا رأى انه عليه هذه الجريدة ان تكون قفزة اعلامية حقيقية، كما قرر من اليوم الأول ان تكون مختلفة، ليست جريدة نظام، بل جريدة العرب، بعد سنة دخل صدام حسين الي الكويت فأخذ موقفا معاكسا للغالبية الساحقة اي ضد أمريكا والمشروع الأمريكي الذي كان يعرف انه سيدمر المنطقة العربية، في البداية امسك العصا من منتصفها، وطالب بوجود حل بين العراق والكويت، لكن عندما صدر قرار الجامعة العربية، ووصلت القوات الأمريكية كتب افتتاحية قال فيها نحن نحب الكويت لكننا نحب العراق أيضا. وان القوات الأمريكية جاءت لتحتل العراق وتهين الشعب العربي. ونحن في هذه الحالة ضد الخندق الأمريكي.

 مواقف الصحيفة
موقف واضح مؤيد للقضية الفلسطينية والعربية ومنتقدة بشدة للأنظمة العربية المعتلة بدأت معركة القدس العربي مع الأنظمة لأنها غردت خارج السرب، ولأنها كانت دائماً مع المعسكر الخاسر، ففي قناعتهاا أن 80% من الشارع العربي مع هذا المعسكر، ضد المعسكر الثاني الأثقل لأنه ضم دول الخليج حيث الثقل المادي، ومصر الثقل البشري الضخم والتاريخي وسورية الثقل الثوري، هذا المعسكر الذي أشعل الحرب ضدها، وحطموها كما يقول عبد الباري عطوان، فكان أكثر من هوجم في الصحافة العربية الكويتية والمصرية، وهو علي قناعة أنه اتخذ الموقف الصحيح أي موقف الشارع العربي وأنه ظلم كثيراً، وإلي الآن ما زال متمسكاً بموقف الشارع، وما زال مظلوما.

تهديدات

قبل الحرب علي العراق وصلت رسالة إلى عبد الباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي لم يخف منها، وما زال محتفظا بها، معتقدا ان مصدرها أمريكي جاء فيها: انت تحرض الناس ضدنا كأمريكان، وانت ناجح وتأثيرك قوي، وتستغل الفضائيات في التحريض، ونحن نحذرك، ان استمررت سنمنعك من الظهور عبر الفضائيات واذا تمادت جريدتك، سنغلق القدس العربي وانت تتكلم عن عيوب الناس، لكنك نسيت عيوبك، وحتي ان لم يكن عندك عيوب سنخلقها لك، وامامك ارواح، وعليك ان تتحدث عن القضية الفلسطينية بما يؤدي الي دعم عملية السلام، وارجو ان تفهم هذه الرسالة جيدا، واليوم اجد تطبيقا للرسالة فكل الفضائيات العربية الآن قاطعتني عدا الجزيرة التي تستضيفني بين حين وآخر لرفع العتب، ثم انني تلقيت الكثير من التهديدات من دول عربية، ومنظمات عنصرية أوروبية متطرفة، مثل كلو كلوكس كلان التي قتلت مايكل اكس ومارتن لوثر كينغ، كما اوصلوا لي رسالة الي البيت وكتبوا فيها نعرف كيف نصل اليك، لكنها لم تؤثر في، وحين يقول لي البعض انهم خائفون علي اجيبهم بأنني لست بأحسن من الذين استشهدوا علي الاقل انا عشت عمري، في حين ان هناك من قتل واستشهد في اعمار مبكرة، ولانني ما زلت قادرا علي العطاء فقد بدأت بتأليف كتاب عن القاعدة واسامة بن لادن لصالح شركة نشر بريطانية كبري، ربما افكر لاحقا بترجمته الي العربية
ملاحظة : رابط صحيفة القدس كالتالي  http://www.alquds.com/

قصيدة رائد صلاح للقدس

ِلشَيـْخ ِ القدس ِ ُنعلنـُها

سنحمي الدار َ يارائـــــد ْ

صلاحُ الدين ِ والدنيا

فهذا المبدأ ُ السـّائــد ْ
َ
و ( أم ُّ الفـَحـْم ِ ) َتعـْرِفـُكـُم ْ
َ
كطــود ٍ شامخ ٍ صامــــد ْ
َ
فلا تخضـَع ْ

ولا َتجـزَع ْ

ولا تقنــَع ْ

ولا َتسمــَع ْ

لصوت ِ الظالم ِ ِ الحاقــد ْ
***

َفلا َقيــْد ٌ
ُ
يكـَبـّلكــُم ْ

ولا سجن ٌ
ُ
يحاصرُكـُم ْ

ولا َحــد ّ ٌ

ولا َقيــْد ٌ

ولا أحــَد ٌ

عن ِ الأقصــــى
ً
يبـاعِدُكـُم ْ
َ
محاكمُهـُم ْ
َ
مهازلهـُم ْ

فأنت َ اليوم َ تأسرُهــُم ْ
ُ
تحاسبـُهـُم ْ
ُ
تحاكمُهـُم ْ
َ
وتحكـُمـُهـُم ْ
***

سيأتي الفجر ُ ياشيخي

من الزنزانة ِ الصُغـرى

سيأتي الفجر ُ ياشيخي

من الزنزانة ِ الكـُبرى

سيأتي الفجر ُ ياشَيخي

برغم ِ القيـْد ِ والأسرى

سيأتي الفجر ُ ياشـَيخي

برغم ِ النـّزْف ِ والجرحى

سيأتي الفجر ُ ياشَيخي

لأرض النور ِ والمـَســرى

سيأتي الفجر ُ ياَشيخي

لأرض ِ المسجد ِ الأقصــى

لأرض ِ المسجد ِ الأقصــى

لأرض ِ المسجد ِ الأقصــى

رائد صلاح في الاقصي













الجمعة، 24 ديسمبر 2010

رائد صلاح والحفريات في القدس


الشيخ رائد صلاح: الحفريات تحت المسجد الأقصى اعتداء صارخ على مقدساتنا

يُثار من حين لآخر حديث حول الحفريات التي يقوم بها الجنود الصهاينة تحت المسجد الأقصى الشريف؛ بدعوى العثور على آثار قديمة تعود إلى آلاف السنين، تثبت أنَّ لهم حقّاً تاريخيّاً في هذه البقعة المباركة.وبما أنَّ قضية فلسطين والتي نعدُّها رأس القضايا الإسلاميَّة التي ينبغي على جميع المسلمين مناصرتها والوقوف في وجه من يراغمها ويناكفها، ومن ذلك هجمة الصهاينة على المسجد الأقصى المبارك فقد اتَّجهنا إلى رئيس الحركة الإسلاميَّة في الداخل الفلسطيني، ورئيس مؤسسة «إعمار الأقصى والمقدَّسات الإسلامية» الشيخ رائد صلاح، لاستجلاء الحقيقة حول هذه الهجمة وأبعادها الخطيرة، فتفضل متحدثاً إلى مجلة البيان قائلاًَ:قد يتساءل بعض الناس: كيف استطعنا كشف أمر بناء كنيس يهودي تحت المسجد الأقصى المبارك؟ وإجابة عن هذا السؤال: فإنَّه في البداية تسربت إلينا معلومات حول وجود حفريات خطيرة تقوم بها جهات يهوديَّة تحت المسجد الأقصى المبـارك، ووصلتـنا من ثَـمَّ معلـومات بأن هذه الحفريات أخطر من التي تقوم بها سلطات الاحتلال منذ سنوات طويلة. وعلى ضوء ذلك بدأنا في مؤسسة «إعمار الأقصى والمقدسات الإسلامية في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 48م»، بمحاولة للوصول إلى موقع الحفريات والوقوف على صورة ما يجري هناك، بطرائق وأساليب معينة لا يمكن الحديث عنها.وبالفعل نجحنا في الوصول إلى موقع الحفريات المحدد، وقمنا بتوثيق ذلك بتصوير عدة أجزاء لهذا الموقع بالصور الفوتوغرافيَّة وكذلك بالفيديو، إضافة إلى تصوير مواقع كثيرة مليئة بالحفريات والأعمال العدائية الصهيونيَّة التي تجري حالياً تحت المسجد الأقصى الشريف مباشرة.
وبناءً على ذلك قمنا بتحديد موقع هذه الحفريات على الخارطة، ومكانها بالتحديد بالنسبة للمسجد الأقصى المبارك، وقد اتَّضح من خلالها ما يلي:-
ـ قامت المؤسسة اليهوديَّة ببناء سبع غرف بهدف أن تكون مركزاً لتجسيد التاريخ اليهودي قديماً وحديثاً. وقد وُضع في كل غرفة مجسم يرمز إلى هذه المراحل التاريخية، وفي إحدى الغرف وجد مجسم يرمز إلى ما يسمونه «خراب الهيكل»، وجميعها تحت المسجد الأقصى. وهذا المبنى خطير جداً، ورسالته أكثر خطورة، حيث تحاول المؤسسة اليهوديَّة من خلال هذه الغرف أن تقول إن تاريخ اليهود يمتد تحت المسجد الأقصى المبارك، وهذا اعتداء صارخ ورسالة مزيفة ومضللة وخادعة لكافة أهل الأرض.ـ وفي موقع آخر مجسم يرمز إلى «جبل بيت المقدس» يضـعون على قمـته مجسـماً لقبة الصخرة. ويقوم المسؤولون عن هذـه المواقع بعرض إزالة قبة الصخرة المشرفة أمام الزائرين، ومن ثم وضع مجسم «يرمز إلى هيكلهم المزعوم». ويـجـرون هـذه العــملية أمـام الســائحين الذيـن يـأتـون بـهم مـن كـافة الدول. ويهـدف اليهود من خلال هذا الموقع بالذات إلـى إجـراء غسـيـل دمـاغ، وتهـيـئة العـالم لهـدف يطمـعون فـي تحقيقه، وهو بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك.وفي الموقع الثالث: مجسم كبير لهيكل بحجم غرفة، وتحيط به كراسٍ على شكل مدرج دائري، ويقوم المسؤولون عن هذا الموقع باستقبال الزائرين الذين يتم انتقاؤهم، واستجلابهم إلى هذا المكان؛ لغسيل أدمغتهم وإقناعهم بأسطورة الهيكل المزعوم، وتحريضهم لمخطط إقامة وبناء الهيكل. فـي الموقـع الرابـع ـتم اكتــشاف بنـاء كنـيـس يهـودي مـن طابقين، لا يبعد عن قبة الصخرة سوى (97) متراً، ويوازي قبة الصخرة المشرفة .وإلى جانب هذا الموقع كشفنا أمراً غاية في الخطورة؛ حيث تبين لنا خلال الجولات التي قمنا بها، أن هناك حفريات تجري تحت المسجد الأقصى مباشرة، وفي أكثر من اتجاه، وعلى أعماق مختلفة وجميعها تتركز تحت المسجد الأقصى مباشرة.وأمَّا عن تأثير هذه الحفريات والاكتشافات الجديدة على بنية المسجد الأقصى فلا ريب في ذلك، بدليل أن هناك تصدعات في المباني القائمة في المسجد الأقصى، وبعد الفحص تبين أن السبب الوحيد في ذلك هو الحفريات الإسرائيلية المتواصلة منذ عام 1967م العام الذي احتلَّ فيه اليهود الصهاينة مدينة «القدس».كما أنَّ هذه الحفريات يقف وراءها من يطمحون للوصول إلى المسجد الأقصى القديم الذي يقع تحت الأرض، وإلى المصلى المرواني الموجود تحت الأرض، وهما مبنيان تابعان لبناء المسجد الأقصى الظاهر فوق الأرض، فهذه الحفريات مقدمة خطيرة للسيطرة على هذين المبنيين الجزء تلو الآخر.
ولا ننسى أنَّ هذه الحفريات والمجسمات التي أقيمت مؤخراً، تعتبر اعتداءً صارخاً على ما يرمز إليه المسجد الأقصى المبارك بالنسبة للمسلمين، فهو مسرى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو الأخ الشقيق للكعبة المشرفة، وقد جرت هذه التوأمة فإن أيات سورة الإسراء، كما أنَّه حق ديني وتاريخي وحضاري للمسلمين.
وبالنسبة لمطالبنا حول ذلك فلقد أعلنَّا من خلال مؤتمر صحفي عن كافة هذه المعلومات السابقة، وقمنا بشرحها أمام وسائل الإعلام، ونشرنا كل ما لدينا من صور وخرائط إلى جميع العالم. كما سنقوم بتوصيل هذه المعلومات والوثائق إلى جميع من يهمه الأمر في العالمين العربي والإسلامي، وإلى رابطـة العـالم الإسـلامي، واتحـاد المسـاجد فـي العـالم، وكـافة من نستـطيع إيصــالها إليه من رؤساء الدول والملوك، على أمل أن تكـون هـذه المواد أمـانة في أيـدي كل مـن تصله، من أجل أن يأخذ كل مسلم دوره في سبيل دفع هذه الاعتداءات الخطيرة على المقدسات الإسلامية. كما نقوم بإعداد رسالة تتوجه إلى علماء المسلمين وخطبائهم، من أجل حثهم على التحدث عن موضوع الأخطار والحفريات التي تهدد المسجد الأقصى، من على كافة منابر الأرض، وخاصة على منبر المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف في المدينـة المنـورة، وكـل ذلك مـن أجـل ربـط المسلـمين بـكافـة ما يحدث في القدس، ومن أجل أن يظل الأقصى والمقدسات الإسلامية حية في نفس كل مسلم؛ لأن أهم أهداف الاحتلال إبعاد قضية الأقصى والقدس عن قلوب المسلمين ونفوسهم.
كما أنَّ هناك خطوات جدية من أجل التوجه إلى الجاليات العربية والمسلمة، في أوروبا وأمريكا، وهناك خطة لعقد مؤتمر على مستوى القارة الأوروبية من أجل كشف المخاطر المحيطة بالمسجد الأقصى واستنهاض العالم كاملاً لردِّ هذه الهجمة، وكذلك مؤتمر مماثل على مستوى القارة الأمريكية يتم تنظيمه للجاليات العربية والمسلمة هناك، وهناك مساع لتنظيم مظاهرة ضخمة في أمريكا أيضاً من أجل مناصرة القدس.وأمـا على الصعيد الفلسطيني، فنحن نؤكد ـ بإذن الله ـ أنـنا سـنواصـل شـد الرحال إلـى المسـجد الأقصـى المبارك، من خلال قوافل الأهالي في مناطق «المثلث والجليل والنقب»، وكذلك المدن الساحلية: «عكا وحيفا واللد ويافا والرملة»، وذلك بشكل يومي، استمراراً لمسيرة «البيارق» التي بدأت منذ أعوام، والتي تسعى إلى إيجاد رابط دائم بين الفلسطينيين القاطنين في المناطق المحتلة عام (48م) تعويضاً عن منع فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى المدينة المقدسة.وإننا نرى في هذا الرباط الدائم الذي يقوم به عشرات الآلاف من المصلين يومياً حزام أمان يحافظ على المسجد الأقصى المبارك، ويدرأ عنه محاولات اعتداء يهودية متطرفة بشكل يومي، ومن شأن هذا أن يساهم في دفع خطر كبير، ويرد كيداً كبيراً عن المسجد الأقصى.وعلى الرغم من أننا في فلسطين المحتلة عام (48م) نلتمس العـذر لإخواننا في الضفة الغربية وقطاع غزة، بسبب منعهم مـن الوصـول إلى القدس، وفرض الحصار والحواجز عليهم، إلا أن كل هذا لا يعفي السلطة الفلسطينية ولا الأحزاب والقوى الفلسطينية المختلفة من أن تجعل قضية القدس الشريف قضيتها الأساسية، خاصة في هذا الوضع الراهن.
وإنَّني أقول ـ هنا ـ: يجب على جميع المسلمين التحلي باليقظة الدائمة؛ لأن هذه السنوات ستحمل عدة محاولات لاعتداءات كثيرة على المسجد الأقصى، وعلى مستقبله، ومن ثَم علينا أن نكون ـ كمسلمين ـ على مستوى الأمانة التي نحملها في أعناقنا، باستنهاض الهمم والقيام بواجبنا تجاه مقدسات المسلمين، واستجابة للشعار الذي أطلقناه منذ سنوات والقائل بأن «الأقصى في خطر».

الحفريات الأثرية في القدس

                               الحفريات التي سبقت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967
بدأ البحث عن الآثار في فلسطين لأول مرة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ورغم أن عدداً من الحفريات قد جرى خلال المئة عام التي سبقت الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن النتائج كانت مقرونة بفرضيات خيالية غير دقيقة ومتضاربة بعضها مع بعض .
وقد بلغ عدد الحفريات في أنحاء فلسطين عشرين حفرية على الأقل، كانت برامجها وأهدافها واضحة وجلية للمتخصصين، وعندما كانت تكتشف أية طبقة من الآثار الإسلامية كانت تلقى الإهمال والضياع والتدمير أثناء البحث في طبقات أعمق وأقدم، ونادراً ما توثق الحفريات الإسلامية، وإذا وثقت تبقى بعيدة عن النشر والدراسة والتعميم على المؤسسات العلمية .
ويمكن القول أن حجم ما تم حفره خلال مرحلة الاحتلال الإسرائيلي في القدس يفوق حجم جميع الحفريات التي سبقت ذلك في فلسطين عامة .
إن أول حفرية تمت في القدس الشريف كانت في سنة 1863م من قبل بعثة فرنسية برئاسة عالم الآثار (ديسولسي) الذي اكتشف مقابر الملوك (kings tombs)، خارج بلدة القدس القديمة، وادعى أنها ترجع إلى عصر الملك داود.وكان فيها مخطط باللغة الآرامية نقله ديسولسي إلى متحف اللوفر في باريس .
وخلال الفترة (1867-1870) قامت بعثة بريطانية باسم (الصندوق البريطاني لاكتشاف آثار فلسطين) برئاسة المهندس الكولونيل (تشارلز وارين)، وكان هدفه منصباً على منطقة الحرم القدسي الشريف. أما أهم مكتشفاته فكانت آبار مائية متصلة بنبع جيحون. ثم قام بحفريات عمودية وأنفاق أفقية نحو جدران الحرم القدسي الشريف الشرقية والجنوبية والغربية بهدف اكتشاف طبيعة هذه الجدران وأنواع حجارتها التي كان يعتقد أنها هيرودية. ومن تلك الحفريات النفق الذي يقع مدخله بين باب السلسلة وباب القطانين ويتعامد مع الجدار الغربي للحرم القدسي الشريف بطول (25م) وبعرض (6م) ويصل إلى سبيل قايتباي، ولكن ذلك النفق لم يحقق له آماله. وقد نشر الكولونيل وارين نتائج حفرياته في كتابه (اكتشاف القدس) في عام 1871م، وفي كتابه (توثيق القدس) في عام 1884م.
كما أن الأب فنسنت (Vincent) قد أجرى حفريات قرب نبع جيحون، واكتشف أروقة ومغارات محفورة في الصخر كانت تحتوي على أوان فخارية ترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد. ومن هذه المكتشفات استنتج الأب فنسنت أن التل الجنوبي الشرقي كان الموقع الأصلي للقدس، وأن نبع جيحون لعب دوراً هاماً في تشجيع إنشاء المساكن في هذا الموقع .
وقد تمت حفريات في العصور اللاحقة أهمها ما قام به الجنرال الألماني المعماري (كونراد تشيك) الذي تخيل ورسم الهيكل الذي حلم بإنشائه، ووصفه مازار (رئيس الجامعة العبرية سابقاً) فيما بعد في عام 1975 أنه أسطوري. أما أهم مكتشفات هذا الجنرال فهي القناة التي تبتدئ من أسفل المدرسة المنجكية (المجلس الإسلامي حالياً) وتصل إلى البرك الصخرية الرومانية الموجودة في دير راهبات صهيون بطول حوالي (80متراً) وارتفاع (8م) وعرض (1,5م). وتقول دائرة الآثار الإسرائيلية أن تاريخ هذه القناة يرجع إلى الفترة (153-37 ق.م) وكانت قديماً تزود القدس ومنطقة الحرم القدسي الشريف بالمياه .
وفي عهد الانتداب البريطاني على فلسطين تأسست بعض معاهد الآثار، وكان أولها (المدرسة الأمريكية للأبحاث الشرقية) برئاسة (و.أولبرايت) ثم جاء (الصندوق البريطاني لاكتشاف آثار فلسطين) وتمت أهم حفرياتهم الأثرية خلال الفترة (1923-1928) في مناطق ملاصقة لبلدة القدس القديمة .
وبعد ذلك أمضى علماء الآثار الفترة اللاحقة لاستيعاب وهضم وفهم ما تم اكتشافه للوصول إلى مفاهيم أفضل حول تاريخ القدس، إلى أن بدأت فترة الحكم الأردني (1948-1967) فجاءت عالمة الآثار البريطانية (كاثلين كنيون) وترأست المدرسة البريطانية للآثار ومارست عملها في بلدة القدس القديمة في عام 1961 باتباع الأسس العلمية الحديثة للبحث عن الآثار، ودرست ما تم التوصل إليه في أعمال من سبقها من علماء الآثار. وركزت اهتمامها على الحدود الشرقية للبلدة القديمة، ونقضت عدداً من الأفكار والمعتقدات التي نشرها أولئك العلماء في كتابها الذي نشرته في عام 1967 بعنوان (القدس/ حفريات 3000 سنة) كما أنها لم تقدم شيئاً يدعم الإسرائيليين في دراستهم لآثار المنطقة الغربية من الأقصى المبارك .
الحفريات الإسرائيلية في القدس بعد عام 1967
بوشرت هذه الحفريات في أواخر سنة 1967 وهي مستمرة إلى  الآن دون توقف، رغم قرارات مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة واليونسكو التي طالبت إسرائيل بإيقافها .
وأهم هذه الحفريات التي أنجزت حتى الآن :
حفريات جنوبي المسجد الأقصى المبارك:
بوشرت هذه الحفريات في أواخر سنة 1967 وتمت سنة 1968 على امتداد سبعين متراً أسفل الحائط الجنوبي للحرم القدسي، أي خلف الأقصى ومسجد النساء والمتحف الإسلامي والمئذنة الفخرية. وقد وصل عمق هذه الحفريات إلى (14م)، وهي تشكل مع مرور الزمن خطراً يهدد بتصدع الجدار الجنوبي ومبنى المسجد الأقصى المبارك الملاصق له. وقد مولت الجامعة العبرية هذه الحفريات التي ترأس فريقها البروفيسور بنيامين مزار (B.Mazar)، ومساعده مئير بن دوف ونشر أول تقرير عن نتائج التنقيب سنة 1969. أما ما تم اكتشافه في هذه الحفريات فكان آثاراً إسلامية أموية (660-750م)، وآثاراً رومانية وأخرى بيزنطية، ولكنه أصر في كتابه على أن موقع الهيكل المزعوم هو نفس موقع المسجد الأقصى المبارك، وأن مدخله من الناحية الغربية، من جهة قوس روبنسون. وقد اختلف معه البروفيسور كوفمان فيما بعد وقال إن مدخل الهيكل من الشرق في موقع الباب الذهبي .
حفريات جنوب غرب الأقصى المبارك:
تم هذا الجزء من الحفريات سنة 1969 وعلى امتداد ثمانين متراً مبتدئة من حيث انتهى الجزء الأول، ومتجهة شمالاً حتى وصلت باب المغاربة مارة تحت مجموعة من الأبنية الإسلامية التابعة للزاوية الفخرية (مركز الإمام الشافعي وعددها 14) صدعتها جميعاً، ومن ثم أزالتها السلطات الإسرائيلية بالجرافات بتاريخ 14/6/1969 وأجلي سكانها .
ويقول (مائير بن دوف) إنه اكتشف أساسات ثلاثة قصور أموية اثنان منها متشابهان والثالث يختلف قليلاً عن سابقيه ويقول الأستاذ (بنيامين مازار) في كتابه الذي نشره عام 1975 إنه لا يوجد أية بينات عن آثار المدينة المقدسة قبل هدم الهيكل الثاني إلا في كتب المؤرخ اليهودي (جوسيفوس فلافيوس) الذي أرخ للفترة اليهودية، وكذلك في المشنة والتوراة والتلمود. وهذا يعني أن الأستاذ مازار قد استقى تخيلاته التي نشرها عام 1975 عن موقع الهيكل في هذه المنطقة من هذه الكتب التي لا تتصف بالاستقلالية، بل تعبر عن آمال اليهود دون الاستناد إلى حقائق تاريخية موثقة علمياً. ويعترف الأستاذ مازار أن مدينة القدس القديمة قد اختفت لأن الأساس الصخري لتلك المدينة قد كشف بالحفريات الإسرائيلية الجديدة، ووجد هو نفسه أنه قطعت منه أحجار لأبنية حديثة .
إن هذا الاعتراف يتناقض كلياً مع الافتراضات والتخيلات التي نشرها عن موقع الهيكل الوهمي والتي تفتقر إلى اللمسة العلمية والحقيقة التاريخية .
حفريات جنوب شرق الأقصى المبارك:
بوشرت هذه الحفريات في سنة 1973 واستمرت حتى سنة 1974 وامتدت على مسافة ثمانين متراً للشرق واخترقت في شهر تموز (يوليو) 1974 الحائط الجنوبي للحرم القدسي الشريف ودخلت إلى الأروقة السفلية للمسجد الأقصى المبارك في أربعة مواقع هي:
أسفل محراب المسجد الأقصى المبارك وبطول (20م) إلى الداخل .
أسفل جامع عمر (الجناح الجنوبي الشرقي للمسجد الأقصى) .
ج- أسفل الأبواب الثلاثة للأروقة الواقعة أسفل المسجد الأقصى  المبارك.
د- أسفل الأروقة الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى المبارك .
وقد وصلت أعماق هذه الحفريات إلى أكثر من (13م) وأصبحت تعرض جدار الأقصى المبارك الجنوبي إلى خطر التصدع والانهيار بسبب العوامل الآتية:
قدم البناء .
تفريغ التراب الملاصق للجدار من الخارج إلى عمق كبير، فأصبح هناك فرق كبير بين منسوبي الداخل والخارج .
ضجيج الطائرات الحربية يومياً فوق المنطقة واختراقها لحاجز الصوت، وهذه تؤثر على جميع المعالم الإسلامية الدينية والتاريخية بما في ذلك مبنى المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة .
 
هدم حارة المغاربة:
بتاريخ 11/6/1967 (أي بعد أربعة أيام فقط من الاحتلال الإسرائيلي للقدس) هدمت السلطات الإسرائيلية باستعمال الجرافات حي المغاربة الملاصق للمسجد الأقصى من الجهة الجنوبية الغربية. وكان هذا الحي يشكل حصناً منيعاً يفصل الحي الذي كان يسكنه اليهود عن المسجد الأقصى المبارك، وملاصقاً لحائط البراق الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من الحرم القدسي الشريف .
وكان في هذا الحي مسجدان و135 منزلاً. ويرجع تاريخ إنشاء حارة المغاربة إلى عهد الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين الذين وقف الأراضي والمساكن المحيطة بحائط البراق على طائفة المغاربة، وكان ذلك في فترة سلطنته على دمشق (589 – 592هـ) وكانت القدس تابعة له (الأنس الجليل ج2، ص 46) وقد تحولت منطقة حارة المغاربة الآن إلى ساحة كبيرة مبلطة لاجتماع السياح فيها، لوقوف سياراتهم، ومنها يدخل الإسرائيليون والسياح إلى النفق الغربي .
حفريات النفق الغربي:
بوشر بهذه الحفريات سنة 1970 وتوقفت سنة 1974 ثم استؤنفت ثانية سنة 1975 واستمرت حتى أواخر عام 1988 رغم قرارات اليونسكو، وامتد النفق من أسفل المحكمة الشرعية (وهي من أقدم الأبنية التاريخية في القدس) ومر أسفل خمسة أبواب من أبواب الحرم الشريف هي: باب السلسلة، وباب المطهرة، وباب القطانين، وباب الحديد، وباب علاء الدين البصيري (المسمى باب المجلس الإسلامي)، ومر كذلك تحت مجموعة من الأبنية التاريخية الدينية والحضارية ومنها أربعة مساجد، ومئذنة قايتباي الأثرية، وسوق القطانين (أقدم سوق أثري إسلامي في القدس)، وعدد من المدارس التاريخية، ومساكن يقطنها حوالي (3000) عرب مقدسي.
وقد وصلت حفريات النفق إلى عمق يتراوح بين (11-14م) تحت منسوب الأرض وطول حوالي (450م) وارتفاع 2,50 متراً ونتج عن هذه الحفريات تصدع عدد من الأبنية منها الجامع العثماني، ورباط كرد، والمدرسة الجوهرية، والمدرسة المنجكية (مقر المجلس الإسلامي)، والزاوية الوفائية، وبيت الشهابي، ويمر النفق بآثار أموية وبيزنطية عبارة عن جدران وأقواس حجرية .
وفي شهر آذار من عام 1987 أعلن الإسرائيليون أنهم اكتشفوا القناة التي كان قد اكتشفها قبلهم الجنرال الألماني (كونراد تشيك) في القرن التاسع عشر بطول 80م. ولم يكتف الإسرائيليون بإيصال النفق بالقناة بل قاموا بتاريخ 7/7/1988 وتحت حماية الجيش الإسرائيلي بحفريات جديدة عند ملتقى طريق باب الغوانمة مع طريق المجاهدين (أو طريق الآلام) واستخدموا فيها آلاف الحفر الميكانيكية، بهدف حفر فتحة رأسية ليدخلوا منها إلى القناة الرومانية وإلى النفق، ولكن تصدى لهم المواطنون في القدس الشريف ومنعوهم من الاستمرار فاضطرت السلطات الإسرائيلية إلى إقفال الفتحة وإعادة الوضع السابق .
وكان الهدف من تنفيذ هذه الفتحة هو تهوية القناة والنفق من جهة ثانية غير المدخل، وإنشاء نقطة حراسة إسرائيلية جديدة، والوصول إلى البرك الرومانية بسهولة، ورغم إقفال هذه الفتحة فقد صرح وزير الأديان الإسرائيلي (زفولون هامر) وكذلك رئيس بلدية القدس الإسرائيلي آنذاك (تيدي كوليك) بأن هذه الحفرية الأثرية سوف تستأنف في الوقت المناسب. وهذا يدل على عدم الاكتراث والتحدي السافر لكل المثل الإنسانية والحضارية، وفعلاً استأنف الإسرائيليون محاولاتهم لفتح باب ثاني للنفق في زمن حكومة رابين إلا أنهم توقفوا عن ذلك أمام الرفض الذي جابهوه من أهالي القدس. ثم أعادوا الكرة في عهد حكومة نتنياهو. وفي هذه المرة نجح الإسرائيليون بفتح باب ثاني للنفق من جهة مدرسة الروضة على طريق المجاهدين بتاريخ 24/9/1996، ويعود سبب نجاحهم إلى ما يلي:
  • كان قرار فتح الباب من رئيس الوزراء ورئيس البلدية الإسرائيلي .
  • تم فتح الباب ليلاً تحت حراسة الجيش الإسرائيلي .
  • تم محاصرة المنطقة ومنع العرب من التجول فيها إلى أن اكتمل العمل.
  • استعملت المعدات الميكانيكية السريعة لإنجاز العمل في أقصر وقت.
 ويهدف الإسرائيليون بفتح الباب الثاني للنفق إلى تحسين تهوية وإضاءة النفق وتسهيل الصلاة في الداخل، وإقناع يهود العالم للقدوم إلى القدس للصلاة داخل هذه النفق وفي موقع تحت المسجد الأقصى المبارك. وعليه فقد أصبح داخل النفق كنيساً يهودياً، سيحاول الإسرائيليون القفز منه إلى  الأعلى مستقبلاً وهذه هي الخطورة الكبيرة التي تكمن وراء بقاء هذا النفق مفتوحاً ومستعملاً للصلاة .
لقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أن هذا النفق تاريخي قديم، وأن الإسرائيليين أعادوا فتحه فقط، واستغرب استنكار الأمة العربية لفتحه. والحقيقة أن القديم من هذا النفق هو جزء القناة القديمة بطول ثمانين متراً وتبدأ من باب الغوانمة وتصطدم ببركتين صخريتين موجودتين داخل دير راهبات صهيون واكتشفها قبل الإسرائيليين الجنرال الألماني كونراد تشيك. أما باقي النفق من مدخله في ساحة المغاربة وإلى باب الغوانمة بطول حوالي 450 متراً فهو نفق جديد حفره الإسرائيليون خلال سنين طويلة وقدمت حكومة الأردن عدة شكاوى في حينه إلى اليونسكو وصدرت قرارات لإيقاف حفريات هذا النفق إلا أن الإسرائيليين لم ينصاعوا إلى تلك القرارات. وجاء في تقرير المستشار الفني (مسيو لومير) لمدير عام اليونسكو (السيد مايور)، الذي نشره عام 1996، أن الإسرائيليين قد استعملوا مواد كيماوية خاصة لتسهيل تفتيت الصخر في داخل النفق. وهذه المواد تشكل خطورة على أساسات الأبنية الإسلامية إذا وصلتها عن طريق المياه الجوفية. وفي هذه الحقائق ما يدحض ادعاء نتنياهو بأن هذا النفق قديم .
6- إعادة فتح حفريات الكولونيل وارين:
بتاريخ 21/8/1981 (ذكرى إحراق المسجد الأقصى) أعادت السلطات الإسرائيلية فتح النفق الذي اكتشفه الكولونيل وارين سنة 1867 فاعتصم المواطنون المقدسيون في داخل النفق ومنعوا السلطات الإسرائيلية من الاستمرار بهذه الحفريات حيث كان ينوي الإسرائيليون إيصال هذا النفق إلى أسفل مبنى قبة الصخرة المشرفة، ثم تدخلت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وأقفلت باب النفق بالخرسانة المسلحة بتاريخ 29/8/1981 وقد نتج عن فتح هذا النفق تشققات في الرواق الغربي للحرم الشريف فوق باب النفق .
7- حفريات باب العامود:
قامت دائرة الآثار الإسلامية في سنة 1975 بالحفريات تحت باب العامود من الخارج، وكشفت عن باب السور القديم الذي يقع حوالي خمسة أمتار تحت باب العامود الحالي. ثم وصلت الباب الحالي مع الساحة الأمامية الخارجية بجسر مسلح من أجل المرور من وإلى البلدة القديمة. وكل ما وجدته كان آثاراً وعقوداً إسلامية لا تمت إلى الهيكل بصلة .
8- حفريات باب الأسود (باب الأسباط) :
كانت المساحة المحصورة ما بين الأسود (على سور القدس) وباب الأسباط (على سور الحرم القدسي الشريف الشمالي) بعد عام 1967 تستعمل لتوزيع التموين على اللاجئين من قبل وكالة الغوث الدولية. وفي عام 1982 أصرت السلطات الإسرائيلية على إجراء حفريات فيها بحجة وجود بركة إسرائيل في ذلك الموقع، رغم معارضة دائرة الأوقاف الإسلامية. وانتهت الحفريات في عام 1986 ولم يكتشف أي أثر إسرائيلي. وفي عام 1988 تم إنشاء مدرج حجري ومقاعد حجرية بموجب مخطط أعدته السلطات الإسرائيلية في موقع الحفريات. كما تم إنشاء جدار حجري يفصل الساحة عن طريق المجاهدين .
9- حفريات قلعة باب الخليل:
قامت السلطات الإسرائيلية بهذه الحفريات منذ عام 1975 بجوار القشلة (قسم الشرطة) ولم تجد أي أثر إسرائيلي .
10- حفريات منطقة النبي داود:
إن هذه الحفريات هي عبارة عن إعادة النظر بالحفريات التي تمت في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، حتى يتأكد الإسرائيليون من النتائج التي توصل إليها السيد (ك. جونز) في عام 1940 والتي أطلق عليها في حينه برج النبي داود .
11- حفريات حارة شرف:
إن حارة شرف منطقة سكنية قديمة كانت تملكها عائلة عربية في القدس تدعى عائلة شرف، وكانت مؤجرة لعائلات يهودية منذ عهد الانتداب البريطاني، ولم يكن يملك اليهود من تلك الأبنية إلا نسبة بسيطة حوالي 4% وقد هدمت هذه الحارة خلال حرب 1948 بين العرب واليهود، وخرج منها جميع السكان اليهود. وبقيت على حالها خلال العهد الأردني بسبب عدم تمكن بلدية القدس العربية من الحصول على قرض لإعادة لإعمار هذه الحارة. ولم تنجح البلدية بالاتفاق على قرض أوروبي إلا في عام 1966 ولكن كانت حرب 1967 أسرع من القيام بمشروع الإعمار .
وعندما احتل الإسرائيليون القدس في عام 1967 استغلوا حالة الحارة المهدومة، وادعوا أنهم يملكونها. وقام فريق منهم برئاسة نهمان أفيجاد بالحفريات في هذه المنطقة حتى وصل إلى الطبقة الصخرية الأصلية، ولم يجد أية آثار سوى جزء صغير من جدار عريض، ادعى الأستاذ نهمان أنه يرجع إلى تاريخ الملك حزقيا .
وبعد ذلك جهزت بلدية القدس الإسرائيلية مخططات أنشأت بموجبها مساكن حجرية لا يمت تصميمها بأية صلة تاريخية إلى هذه الحارة، ويرتفع بعضها إلى علو كبير للسيطرة على ساحات الحرم القسي الشريف من الجهة الغربية. ثم أسكنت فيها عائلات إسرائيلية. ويبلغ عدد هذه المساكن حوالي (600) مسكناً .
12- حفريات حديثة :
تجري الآن حفريات جديدة واحدة منها تبتدئ من باب الغوانمة وتسير باتجاه مبنى قبة الصخرة المشرفة، وتمر في بئرين ماء وقد انتهى الجزء الأول منها لغاية البئر الأول. والهدف من هذه الحفرية هو الوصول إلى أساسات مبنى قبة الصخرة المشرفة .
وهناك حفرية أخرى تبتدئ من باب الغوانمة باتجاه المسجد الأقصى المبارك .
وصرحت مصادر إسرائيلية أن عملية الحفريات ستستمر تحت القدس القديمة لوضع تصور كامل لتاريخها اليهودي المزور تحت ستار الحفريات الأثرية التي لم يكتشف الإسرائيليون منها أي أثر للهيكل المزعوم. والهدف الحقيقي من هذه الحفريات هو تقويض أركان جميع المعالم الدينية والتاريخية الإسلامية في البلدة القديمة وطرد السكان العرب منها وتهويدها بالكامل .
والجدير بالذكر أنه رغم جميع الممارسات التعسفية الإسرائيلية في القدس ورغم المصادرات للعقارات الإسلامية ورغم طرد السكان ومنعهم من إنشاء أية أبنية جديدة، فإن الصورة الجميلة للطابع العربي هذه المدينة المقدسة والنسيج العمراني الإسلامي ما زال ماثلاً للعيان لم يتغير، وما زال الوجه العربي والإسلامي للمدينة مسيطراً، ولكن إلى متى؟
لقد صمد أهالي القدس أمام جميع الممارسات السياسية والاقتصادية مدة ثلاثين عاماً، فما هو مستقبل القدس في السنوات القادمة؟ إن القدس تنتظر من الأمة العربية العمل الكثير وليس الكلام الكثير .

صور لحفريات مدينة القدس



















الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى المبارك حسب المراحل التي تمت فيها:                    
                                                           المرحلة الأولى:
شرع البدء في هذه المرحلة في نهاية عام 1967م وبداية عام 1968م؛ حيث تركز العمل في هذه المرحلة في جنوبي المسجد الأقصى المبارك بطول 70 متراً من أسفل الحائط الجنوبي والمتحف الإسلامي والمئذنة الفخرية وأبنية جامع النساء. وكان عمق هذه الحفريات 14 متراً. ومن الواضح أن هذه الحفريات قد أحدثت تصدعات وتشققات للأبنية المذكورة.
                                       المرحلة الثانية:
وبدأ
العمل بها سنة 1969م وهي استكمال للمرحلة الأولى، ويذكر أنها بدأت من نقطة انتهاء المرحلة الأولى، وقد اتجهت هذه الحفريات شمالاً حتى وصلت باب المغاربة مروراً بأربع عشرة بناية منها مركز الإمام الشافعي، ووصل طول هذه الحفريات إلى 80 متراً، وقد أحدثت هذه الحفريات في هذه المرحلة تصدعات بجميع الأبنية التي مرت من تحتها، وقامت إسرائيل بنفس العام بجرفها جميعاً وإجلاء سكانها
.                                   
                                       المرحلة الثالثة:
وتم
بها العمل في سنوات 1970م - 1974م، وتوقفت عام 1974م، ثم استؤنف العمل بها سنة 1975م، ولا زالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور. ويمتد العمل في هذه المرحلة من مكان تحت المحكمة الشرعية القديمة (المدرسة التنكزية) وتتجه شمالاً مروراً بأسفل 5 أبواب من أبواب الحرم القدسي الشريف وهي
:
باب
السلسلة، باب المطهرة، باب القطانين، باب الحديد، وباب علاء الدين البصري. إضافة إلى مجموعة من الأبنية الدينية والأثرية والسكنية منها 4 مساجد وسوق القطانين ومئذنة قايتباي
.
وتسببت
هذه الحفريات في هذه المرحلة بتصدع الأبنية المذكورة إضافة إلى المدرسة الجوهرية ورباط الكرد والجامع العثماني، وبلغ عمق هذه الحفريات من 10 - 14 متراً
.
                                                                       
                                        المرحلة الرابعة:
وبدأ
العمل بها سنة 1973م، وانتهى سنة 1974م؛ حيث اقتربت الحفريات في هذه المرحلة إلى الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك، ووصل عمق هذه الحفريات إلى ما يقارب 13 متراً
.

                                        المرحلة الخامسة:
وبدأ
العمل بها سنة 1974م؛ حيث توسعت الحفريات تحت الحائط الغربي للمسجد الأقصى إضافة إلى تركزها خلف الحائط الجنوبي الممتد من أسفل القسم الجنوبي للمسجد الأقصى وسور الحرم القدسي، وقد امتدت هذه الحفريات إلى شرق الحرم، وبلغ طولها 80 متراً
.
ومن
الجدير ذكره أن المرحلتين الرابعة والخامسة أدتا إلى اختراق الحائط الجنوبي والدخول عبره إلى الأروقة السفلية للمسجد الأقصى المبارك (وذلك في تموز سنة 1974م) في أربعة مواقع وهي
:
* أسفل مسجد عمر والجناح الجنوبي الشرقي للمسجد الأقصى
.
* أسفل محراب المسجد الأقصى بعمق 20 متراً إلى الداخل
.
* أسفل الأروقة الجنوبية الشرقية للأقصى
.
ولا شك أن هذه الحفريات بدأت تهدد السور والمسجد الأقصى المبارك بخطر الانهيار

                                                                          
                                       المرحلة السادسة:
شرع
العمل في هذه المرحلة سنة 1975م، وبدأت أعمال الحفريات تتركز في مكان في منتصف سور البلدة القديمة وسور الحرم القدسي الشريف، وهذا المكان يقع بين باب السيدة مريم والزاوية الشمالية الشرقية لسور البلدة القديمة
.
ويذكر
أن اليهود قد قاموا في سبيل إتمام عملهم هذا بمصادرة الأراضي الملاصقة لمقبرة إسلامية هناك، كما أن هذه الحفريات لا زالت تهدد الكثير من المقابر الإسلامية التي تعتبر من أقدم المقابر الإسلامية في القدس والتي تحوي على رفات الصحابيين: عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، والعديد من رجال العلم
.
  
                                        المرحلة السابعة:
ويرجح
أنها بدأت سنة 1977م، وكانت عبارة عن مشروع تعميق ساحة البراق الملاصقة للحائط الغربي للأقصى، ووصل عمق الحفريات في هذه المرحلة إلى 9 أمتار، وقد كانت هذه الساحة حتى عام 1967م تضم 200 عقار، ولكن الدولة العبرية قامت بجرفها خلال عشر سنوات (1967م - 1977م)، ومن الواضح أن هذه الحفريات خطر حقيقي للعديد من الأبنية مثل
:
عمارة المدرسة التنكزية، عمارة المكتبة الخالدية، مسجد وزاوية أبو مدين الغوث، 35 بناية يقطنها ما لا يقل عن 200 مواطن
.


                                         المرحلة الثامنة:
يذكر
أن العمل قد بدأ بها سنة 1967م خلف جدران المسجد الأقصى الجنوبية، وحملت شعار: «كشف مقابر ملوك إسرائيل في مملكة يهودا»، ولا شك أن أخطاراً عديدة تحدق بهذه الجدران
.


                                        المرحلة التاسعة:
وفي
هذه الفترة أعيد فتح نفق «وارن» (على اسم الإنجليزي وارن الذي اكتشف النفق سنة 1880م)، ويقع ما بين باب السلسلة وباب القطانين، وقد اقتربت الحفريات الصهيونية في هذه المرحلة إلى الحائط الغربي، وتوغلت أسفل الحرم على طول 25 متراً شرقاً وبعرض 6 أمتار ووصلت إلى «سبيل قايتباي
».
وقد أدت هذه الحفريات كما أشير في تقرير المهندسين سنة 1981م إلى تصدع الأروقة الغربية الواقعة بين باب السلسلة وباب القطانين
.


                                        المرحلة العاشرة:
يشار
إلى أن هذه المرحلة قد بدأت بالتوغل تحت أرضية المسجد الأقصى المبارك والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم. ويذكر أن الصهاينة قد ركزوا عملهم في هذه المرحلة تحت باحات الحرم القدسي الشريف؛ حيث إنهم بدؤوا بتفريغ الأتربة من تحت كل باحات الحرم القدسي الشريف، ولعل هذه الحفريات هي من أخطر المراحل؛ لأنها تقع مباشرة تحت باحات الحرم وخصوصاً تحت الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، وقد بدأ يظهر آثار ذلك؛ حيث أخذت بعض الشقوق تظهر جلياً للعيان في قطع الرخام في قبة الصخرة والمسجد الأقصى.